الابتدائية أ - رسالة تعزية - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

المدرسة الابتدائية أ - مجدل شمس
رسالة تعزية بالمرحومة ثراء ملحم الصباغ
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم ولا حولَ ولا قوّةَ إلاّ باللهِ الْعليِّ الْعظيم

ثـــراءُ يـــا كَـلِـمَـةً طـيّـبَـةً  
  عـلى شفاهِ الأهلِ والْجيرانِ
يـا ثـروةً راضـيـةً مَـرْضـيّـةً  
  شريـفةً طـاهـرةَ الْـوجـدانِ
ثـراءُ يـا خيرَ الأمومةَ والمْنى  
  يا حُليةَ الأصحابِ والْخلاّنِ
ستبقى ذكراكِ وإنْ طالَ المْدَى  
  نـزيـلـةَ الْـقـلوبِ والأذهانِ
ستبقى ذكراكِ وإنْ طالَ المْدى  
  عـامـرةً بـالـرّوحِ والرّيحانِ
لا تـقـلقي على بنيكِ فاهْنَئي  
  في جـنّـةِ الـنّعيمِ والرّضوانِ
أبـنـاؤُكِ أبـناؤُنَـا أحـفـادُنـا  
  في عُـهدَةِ الأخيارِ الرّحمنِ

وبعدُ فبالأمسِ كانَتْ حارسًا أمينًا على بيتِها بما فيهِ ومَنْ فيهِ، تسهرُ على راحتِهم، وتتعبُ وتشقى لإسعادِهم، فتناجي أرواحَهم، وتبلسمُ جراحَهم بالْحبِّ والأملِ، فكانَتْ أُمًّا رؤومًا للْجميعِ، تغمرُهُم بالْحبِّ والْحنانِ والدّفءِ والأمانِ، وطبيبًا ماهرًا للْجميعِ! فكانَتْ همساتُها ولمساتُها دواءً لكلِّ داءٍ!
بالأمسِ كانَتْ قنديلاً للْحياةِ، وحُلمًا ورديًّا في ضميرِ الْغريبِ والْقريبِ! فجفَّ زيتُ الْقنديلِ، وتوارى الْحُلمُ الْجميلُ! توارى قبلَ غُروبِ الشّمسِ، وقبلَ انقضاءِ فصلِ الرّبيعِ.
والْيومُ واحسرتاهُ لقدِ استعصى داؤُها، وعزَّ دواؤها، فلا الطّبيبُ ينفعُ، ولا الحْبيبُ يشفعُ! فقضى اللهُ في أمرِها، قضاءٌ لا رادَّ لهُ، ولا اعتراضَ عليهِ !
فإذا كانَ ما أُصبْنَا بهِ جليلاً فذهابُ الْعزاءِ فيهِ أجلُّ
فالْمُصابُ جللٌ! لكنَّ الصّبرَ أوجبُ. والأجرُ على قدرِ الصّبرِ الْجميلِ جزيلٌ! وكأنّي بروحِها الطّاهرةِ تُرفرفُ فوقَنا باسمةً حالمةً قائلةً :

يا أهليَ لا تحزنوا  
  وثقوا بفضلِ اللهِ فيَّ
يا ربعيَ لا تيْئَسوا  
  للهِ ألطافٌ خفيّةْ
أوصيكم الصّبرَ الْجميلَ  
  فإنّهُ خيرُ وصيّةْ

وبعدُ فقدْ أجابَتْ ربًّا دعاها! فجنّةُ الْخلدِ مَثواها! ففي سبيلِ اللهِ نجمٌ تلألأَ في سماءِ الْحياةِ لحظةً ثمَّ هوى! وغصنٌ أزهرَ في روضِ المْنى ساعةً ثمَّ ذوى!
رحمَها اللهُ وأسكنَها فسيحَ الْجنانِ! وألهمَ ذويها ومُحبّيها الصّبرَ والسّلوان إنهُ كريمٌ منّانٌ .